7 طرق ناجحة لـ تحليل الوقت والحركة: دليل الخبراء لتحسين الكفاءة

تحليل الوقت والحركة

يُعد تحليل الوقت والحركة أحد الركائز الأساسية في عالم الهندسة الصناعية وإدارة العمليات، حيث يهدف إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية داخل المؤسسات. من خلال دراسة دقيقة لأنشطة العمل وحركات العمال، يمكن للمؤسسات تحديد الهدر وتقليل الأوقات غير الضرورية، مما يؤدي إلى توفير كبير في التكاليف وزيادة في المخرجات. هذا الدليل الشامل سيسلط الضوء على أهمية هذه التقنية، مكوناتها الأساسية، وكيفية تطبيقها بفعالية.

جدول المحتويات

مقدمة في تحليل الوقت والحركة

في بيئة الأعمال التنافسية اليوم، تسعى كل مؤسسة إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة والفعالية. هنا يأتي دور تحليل الوقت والحركة كأداة لا غنى عنها لتحقيق هذه الأهداف. إنه نهج منهجي لدراسة العمل البشري في مهام محددة، بهدف تحديد أفضل طريقة لأداء العمل في أقل وقت ممكن، مع الحفاظ على الجودة وتقليل الإجهاد. هذا التحليل لا يقتصر فقط على التصنيع، بل يمتد ليشمل قطاعات الخدمات واللوجستيات وغيرها الكثير.

تطور تحليل الوقت والحركة

تعود جذور تحليل الوقت والحركة إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مع رواد مثل فريدريك تايلور (مؤسس دراسة الوقت) وفرانك وليليان جيلبريث (رواد دراسة الحركة). تايلور ركز على قياس الوقت اللازم لإنجاز المهام، بينما ركز آل جيلبريث على تبسيط الحركات الجسدية لزيادة الكفاءة وتقليل الإرهاق. تطورت هذه المفاهيم مع مرور الوقت لتشمل تقنيات أكثر تعقيداً ودمجها مع أنظمة إدارة الجودة الشاملة.

المكونات الأساسية لتحليل الوقت والحركة

يتكون تحليل الوقت والحركة من قسمين رئيسيين يكمل أحدهما الآخر:

1. دراسة الوقت (Time Study)

تهدف دراسة الوقت إلى تحديد الوقت القياسي الذي يجب أن يستغرقه عامل مؤهل لأداء مهمة معينة بمستوى أداء طبيعي. تتضمن هذه العملية عدة خطوات، منها تقسيم المهمة إلى عناصر صغيرة، قياس وقت كل عنصر باستخدام ساعة توقيت، وتعديل الأوقات المرصودة بعوامل الأداء والبدلات (مثل التعب والاحتياجات الشخصية). النتائج تستخدم لوضع معايير للأداء، وتخطيط الإنتاج، وتحديد الأجور.

2. دراسة الحركة (Motion Study)

تركز دراسة الحركة على تحليل حركات جسم الإنسان أثناء أداء مهمة ما، بهدف إزالة الحركات غير الضرورية أو غير الفعالة وتبسيط الحركات الضرورية. يستخدم الجيلبريث ما أسموه “Therbligs” (حركات أساسية مثل البحث، الاختيار، الإمساك) لتصنيف وتحليل هذه الحركات. الهدف هو تصميم طريقة عمل تكون أكثر كفاءة وأقل إجهادًا للعامل، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين السلامة.

فوائد تطبيق تحليل الوقت والحركة

لتطبيق تحليل الوقت والحركة العديد من الفوائد التي تنعكس إيجاباً على أداء المؤسسة، ومن أبرزها:

  • زيادة الإنتاجية: من خلال تحديد وإزالة الأنشطة غير ذات القيمة المضافة.
  • تخفيض التكاليف: عبر تقليل هدر الوقت والمواد الخام والطاقة.
  • تحسين جودة العمل: بتوحيد طرق العمل وتقليل الأخطاء.
  • تخطيط أفضل للإنتاج: بوجود معايير زمنية دقيقة.
  • تحسين بيئة العمل: بتقليل الإجهاد البدني والنفسي على العمال.
  • تحديد احتياجات التدريب: الكشف عن المهارات التي يحتاج العمال لتعلمها.

خطوات تطبيق تحليل الوقت والحركة

لتحقيق أقصى استفادة من تحليل الوقت والحركة، يجب اتباع منهجية منظمة:

  1. تحديد المهمة: اختيار المهمة أو العملية المراد تحليلها.
  2. تقسيم المهمة إلى عناصر: تجزئة المهمة إلى خطوات صغيرة قابلة للقياس.
  3. تسجيل الأوقات: استخدام ساعة توقيت لتسجيل الوقت المستغرق لكل عنصر عدة مرات.
  4. تحديد الأداء: تقييم أداء العامل بالنسبة للأداء الطبيعي (تقييم السرعة).
  5. إضافة البدلات: حساب بدلات التعب والاحتياجات الشخصية والتأخيرات غير المتوقعة.
  6. حساب الوقت القياسي: تجميع كل البيانات لتحديد الوقت القياسي للمهمة.
  7. توثيق الطريقة القياسية: وصف أفضل طريقة لأداء المهمة.
  8. التدريب والمراقبة: تدريب العمال على الطريقة الجديدة ومراقبة تطبيقها.

تحليل الوقت والحركة

أدوات وتقنيات تحليل الوقت والحركة

هناك العديد من الأدوات والتقنيات التي تدعم عملية تحليل الوقت والحركة:

الأداة/التقنيةالوصفالاستخدام الرئيسي
ساعة التوقيت (Stopwatch)أداة أساسية لقياس الوقت المستغرق لإنجاز المهام.دراسة الوقت
الميكرو-موشن (Micro-motion)تحليل تفصيلي للحركات الصغيرة باستخدام الفيديو.دراسة الحركة
رسوم العمليات (Process Charts)تمثيل رسومي لتدفق العمليات والخطوات.تحليل شامل للعملية
نمذجة ومحاكاة (Modeling & Simulation)بناء نماذج حاسوبية لتقدير أوقات الدورات وتحسين السيناريوهات.تخطيط وتحسين العمليات
أنظمة الوقت المحدد مسبقًا (Predetermined Time Systems – PTS)قواعد بيانات لأوقات الحركات الأساسية المحددة مسبقاً.تقدير الوقت بدون قياس مباشر

للمزيد من المعلومات حول تقنيات التحسين المستمر، يمكنك زيارة موقع متخصص في التصنيع الرشيق.

التحديات والاعتبارات

على الرغم من الفوائد العديدة، يواجه تطبيق تحليل الوقت والحركة بعض التحديات، منها مقاومة التغيير من قبل العمال، وصعوبة قياس بعض المهام غير المتكررة، والحاجة إلى محللين مدربين. يجب أن يتم تنفيذ التحليل بشفافية، مع إشراك العمال وتوضيح الأهداف لضمان النجاح. كما ينبغي مراجعة المعايير بشكل دوري لتناسب التغيرات في العمليات أو التكنولوجيا. يمكنك معرفة المزيد حول إدارة الجودة الشاملة وكيف تتكامل مع تحليل الوقت والحركة.

الخاتمة

إن تحليل الوقت والحركة ليس مجرد أداة لقياس الكفاءة، بل هو فلسفة عمل تهدف إلى تحسين مستمر للأداء البشري والعمليات التنظيمية. من خلال تطبيقه السليم، يمكن للمؤسسات تحقيق قفزات نوعية في الإنتاجية، خفض التكاليف، وتحسين بيئة العمل. إنه استثمار استراتيجي يعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية، ويضع المؤسسة على طريق النجاح والتميز.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

×